حسب آخر الدراسات العلمية تبين للعلماء استحالة حياة الإنسان في الفضاء .. دعونا نقرأ السبب وكيف أشار القرآن إلى ذلك ....
يوجد عدد كبير من المشاكل والصعوبات التي تعترض الإنسان إذا أراد أن يعيش خارج الأرض. فالفضاء لا يحوي هواء وأكسجين ولذلك لابد من اصطحاب الأكسجين من الأرض. لابد من تنقية الأكسجين باستمرار والتخلص من الكربون الناتج عن التنفس. كذلك يجب على رواد الفضاء اصطحاب الطعام من الأرض.
جسم الإنسان لم يتعود على الحياة من دون جاذبية ولذلك فإن العضلات والعظام تصبح ضعيفة مع الحياة في الفضاء. هناك مشكلة الحرارة ففي الفضاء لا يوجد فصول للسنة ولا يوجد أمطار أو غيوم... ولذلك لابد من تنظيم درجة الحرارة والتخلص من الحرارة الزائدة.
لقد تمكن الإنسان من الصعود إلى الفضاء في العصر الحديث، وحقق نجاحاً باهراً في مجال الفضاء، ولكن هذا الصعود احتاج لكثير من التقنيات والإمكانيات: مثل البدلة الواقية من الأشعة الكونية والرياح الشمسية القاتلة، والتزود بالأكسجين والتغلب على المشاكل الكثيرة التي يواجهها منذ أول لحظة يغادر فيها الأرض.
هناك مشاكل طبية كثيرة تعترض من يريد أن يسكن خارج الأرض، مشاكل في القلب ومشاكل في الدماغ لأن الخلايا لم تتعود على العمل في جاذبية مقدارها صفر. الدورة الدموية سوف تضطرب بسبب فقدان الجاذبية.. أمراض كثيرة في الجلد بسبب فقدان أشعة الشمس الطبيعية.. وغالباً ما يُنقل رائد الفضاء بعد عودته للأرض على نقالة ويحتاج لفترة علاج ونقاهة.
الدورة الفيزيولوجية لجسم الإنسان والساعة الحيوية داخل خلايا الجسم سوف تضطرب بشدة لأن خلايا الإنسان مصممة للعيش على الأرض .. مشاكل تحدث فوراً بعد مغادرة الأرض تتعلق بالأذن الداخلية لرائد الفضاء، ومشاكل في السمع، مشاكل المشي والجلوس والاستلقاء، فرائد الفضاء لا يمكنه النوم بشكل طبيعي ولا يمكنه الاستلقاء على السرير بسبب انعدام الوزن لأنه يشعر أنه يسبح باستمرار مما يحدث له دوار وصداع في رأسه.
كما يمكن حدث أعراض الغثيان والتقيؤ والتعرق وهناك تأثيرات على إفراز الهرمونات.. ومشاكل نفسية وقد يصاب من يعيش في الفضاء باكتئاب أو قلق ويقل تدفق الدم للدماغ مما يسبب الدوار وعدم التفكير السليم.. بالإضافة للمشاكل الجنسية والعاطفية..
جميع أجهزة الجسد تتأثر في حال فقدان الجاذبية، الدورة الدموية والقلب والدماغ والعضلات والعظام.. واضطرابات في الهضم – اضطرابات في التفكير – اضطرابات في الجهاز العصبي... وأخطر شيء يمكن أن يحدث هو الإصابة بالعمى، وهذا يؤكد أن الإنسان خلق ليعيش على هذه الأرض.
ولذلك يقول العلماء إن الإنسان لأن الأبحاث أثبتت أن جميع العمليات الحيوية في الجسم تضطرب نتيجة مغادرة الأرض.. ومن هنا نتذكر آية عظيمة تؤكد أن الإنسان خُلق على الأرض وسوف يموت عليها وسوف يبعث منها، وهذا هو الأمر الطبيعي. قال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) [طه: ].
وفي بحث جديد نشر في (نوفمبر/تشرين الثاني 2013) تبين للباحثين أن الحياة في الفضاء تصيب الإنسان بكثير من الأمراض بسبب فقدان الجاذبية التي اعتاد عليها جسده. فالجاذبية ليست مجرد قوة، فالعضلات ترتخي وتضعف بسرعة وتفقد % من وزنها كل أسبوع، العظام تصاب بالهشاشة والتكسر وتفقد 1 % من وزنها كل شهر.. والأغرب من ذلك البصر يصاب بالعمى الفضائي.
توزع ضغط الدم في جسم الإنسان من الدماغ للقدمين (في الدماغ يكون الضغط 60-80 ملم زئبقي يكون الضغط أقل من القدمين حيث يكون الضغط بحدود 200 ملم زئبقي وبخاصة أثناء الوقوف) هذا التدرج يختفي في الفضاء. ويصبح الضغط في كل أنحاء الجسم بحدود 100 ملم زئبقي مما يؤدي لتنفخ الوجه بسبب امتلائه بالسوائل. ويسبب مشاكل في التبول أيضاً.
إن انخفاض ضغط الدم في القدمين يرسل برسالة للدماغ فيقوم بتقليل ضخ الدم للقدمين وبالتالي تنخفض كمية الدم في الجسم بحدود 22 % ولذلك فإن القلب يضمر مع الزمن لأنه ليس هناك حاجة لضخ كمية كبيرة من الدم بسبب توقف نشاطات الجسم في الفضاء.
كبر المشاكل التي تواجه رائد الفضاء هي النوم، لذلك إذا أردتَ أن تعيش خارج الأرض فعليك أن تربط نفسك جيداً أثناء النوم، وتستخدم نوابض للضغط على رأسك .. لا معنى للتقلب أثناء النوم لأنه لا يوجد لك وزن ولا يوجد أي شيء يجعلك تستقر... وسوف تستيقظ وتشعر بدوار على الفور فلا راحة ولا استقرار.. وربما نجد إشارة قرآنية رائعة إلى أهمية الجاذبية في منح الإنسان الاستقرار، ولذلك جعل الله الأرض قراراً.. قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64].
إذاً وجود الإنسان خارج الأرض لفترة طويلة يصيبه بأعراض خطيرة جداً، مما يؤثر على أداء الخلايا والنظام المناعي.. والإصابة بتصلب الشرايين والأسوأ أنه يتقدم في السن بشكل أسرع ويحدث ما يشبه الشيخوخة المبكرة.. ويحتاج بعد عودته للأرض إلى إعادة تأهيل.
من الأشياء التي يعاني منها من يرغب بالبقاء في الفضاء موضوع الجنس، حيث يقول العلماء إن الجنين الذي يتم تشكله خارج الأرض يعاني من مشاكل في النمو والدماغ .. وتقول الدكتورة Anja Geitmann من جامعة في دراسة جديدة نشرت في مجلة PLOS هناك مشاكل كثيرة تحدث للنبات في الفضاء من حيث النمو أو التواصل بين خلايا النبات.
ولذلك يؤكد العلماء من خلال مئات الدراسات العلمية أن فكرة الإقامة خارج الأرض مستحيلة ولن تنجح لأن الإنسان مصمم ليعيش على هذه الأرض.
وسبحان الله، لقد أكد القرآن الكريم هذه الحقائق قبل أربعة عشر قرناً... لقد أكد القرآن على أن الذي يخرج خارج الأرض باتجاه السماء يصاب بإغلاق البصر أو العمى الفضائي، قال تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) [الحجر: 14-15]. فهذه الآية تخبر عما سيحدث مع البشر فيما لو قُدّر لهم الخروج خارج الأرض حيث سيقولون: (سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا)، وسوف تضطرب عقولهم وتصاب وظائف الجسم بالتشويش كما يقول العلماء، وبالتالي يظنون أن هناك سحراً أصابهم: (بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) للدلالة على أن هناك أموراً غير طبيعية ستحدث لم يعتد الإنسان عليها كما يحدث له أثناء السحر حيث تضطرب حياته ويشوش تفكيره.
والسؤال هنا: من كان يعلم زمن النبي الكريم أن الإنسان الذي يخرج خارج الأرض يصاب بمشاكل في الإبصار لدرجة العمى؟ ومن كان يعلم أن الإنسان عندما يصعد للفضاء يعاني من اضطرابات كثيرة في عمل خلايا الدماغ لدرجة أنه يشعر وكأنه قد سُحر؟
إن هذه الآية وغيرها تشهد على أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون إلا من عند الله تعالى.