صوَرٌ لاتُنسى
د.عبد المعطي الدالاتي
( كثيراً ما نزجُرُ أولادنا عنِ اللَّعِب..
لا لشيء إلا لأننا عاجزون عنه! )
مِن ذكرايَ ونحن صِغارْ *** وسأُفشي بعضَ الأسرارْ
أذكرُ أنَّا كنا نلعبْ *** أكثرَ ممَّا كنا نكتُبْ
نلعبُ أكثرَ مما نكتُبْ ؟! *** هذا حقٌ.. أنا لا أَكذبْ
في المنزلِ، في أرضِ الدارْ *** نتخبَّأُ خلفَ الأشجارْ
بالريشةِ نلعبُ لا نَعيا *** خلف الكرةِ نَجري جَريا
نلعبُ نثبُ دوماً وثبا *** نغمرُ دنيا الملعبِ حُبا
نتصارعُ لا نُؤذي أَحدا *** كمْ من ولدٍ يتبعُ ولدا
هذا أبتي جاءَ يُنادي *** هيَّا.. هيا.. يا أولادي
هيَّا.. يا أولادي هيا *** نأكل ممّا لذَّ سويَّا
فتسابقْنا نحو الماءْ *** نغسلُ أيديَنا بسخاءْ
في الأَوَّلِ كنَّا بسمَلنا *** ثم حمِدْنا حينَ أكلنا
ثمَّ غسلنا ..وتوضَّأْنا *** وتوزَّعْنا رُكناً.. ركنا
كلٌّ منّا يدرسُ دَرسا *** بسكونٍ لا تَسمعُ همسا
قد ساد سكونٌ في الحارةْ *** كادَ يُهنِّئُ جارٌ جارَهْ
في الخاطرِ كم جالَ سؤالْ *** يسألُه كلُّ الأطفالْ
من ضجّتنا ضجَّ الناسْ *** يتشاكونَ وَجَعَ الراسْ
يشكونَ وهم أيضاً لعِبوا *** بطفولتهم؟! هذا عجبُ!
صورٌ تتكرَّر في ولدي *** لولاها قد ذابتْ كبدي
في الدنيا لوحاتُ جمالْ ***أعذبُها مَرَحُ الأطفالْ
أدعو الله ألاَّ تخلو *** دارٌ يعبثُ فيها طفلُ
****
****