س: ماحكم النكت أي الطرائف إذا كانت استهزاءً بقبيلة معينه أو أهل دولة معينة؟
وجزاكم الله خيرا
ج: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، أما بعد؛ فإن ما يسمى بالنكت في أحاديث الناس هي نوع مما يقصد للمزاح والإضحاك، وهي كلام يجب أن يراعى فيه ما يراعى في سائر الكلام من الصدق وعدم الإساءة به إلى حد ظلما، ومعلوم أنه لا يجوز الكذب حتى في المزاح، وقد جاء في الحديث:(ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له ويل له)، فإذا انضاف إلى ذلك الكذب على أحد؛ فرد أو جماعة أو قبيلة أو أهل بلد كان أقبح، وإذا كان المعنى المذموم أو المضحك مشهورا عن قبيلة أو بلد فلا بأس من ذكره، إلا أن يكون في الحضور من يؤذيه ذلك جرحا لكرامته وإهانة له، فلا يجوز؛ لما فيه من إيذاء المسلم وإدخال الحزن عليه، كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما؛ فإن ذلك يحزنه)؟! كما لا يليق بالمسلم تزجية الوقت بالقيل والقال وكثرة المزاح وذكر النكت، مما يضفي على المجلس صفة الغفلة واللهو عن ذكر الله، أما المزاح اليسير الخالي عن الكذب وإيذاء أحد، فلا بأس به؛ هذا؛ ومن الناس من لا يحتمل المزاح، فلا يجوز تعمد ما يؤذي المسلم بغير حق، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ولا يكذبه. وإن من المعلوم أن كلام العبد محفوظ عليه، كما قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وقال سبحانه:(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ)، فحقيق بالمسلم أن يملأ صحائفه من الكلم الطيب والعمل الصالح، ويصونها عن سييء القول والعمل، نسأل الله أن يمن علينا بالتوفيق لمحابه ومراضيه، وأن يجنبنا أسباب سخطه ومناهيه. والله أعلم.
قال ذلك:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
الرئيسية 
