3 سنوات على أحداث ماسبيرو.. ولا يزال الفاعل مجهولا

سنوات على أحداث ماسبيرو التي دارت رحاها بين متظاهرين أقباط،والشرطة العسكرية المسئولة عن تأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون مساء الأحد 9 أكتوبر 2011،دون الوصول للقصاص العادل أو تقديم جناة للمحاكمة.
في خلفية الحادث الذي كان مفتتحاً لعدة مذابح متعاقبة محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية وبورسعيد ساهمت في إجهاض مسار ثورة 25يناير ومسيرتها ،تكمن كواليس الحقيقة ،لكن ثمة مشاهد واضحة دفعت إلى خروج المشهد بدمويته التي لن يمحوها سوى قصاص يشفي صدور أسر الضحايا.
المشهد الأول ،بدأ من داخل مطرانية شبرا في 8 أكتوبر ،حيث احتفلت الكنيسة حينئذ بالشاب رائف أنور فهيم -22عاماً –والذي تم سحله أسفل كوبري أكتوبر ،على خلفية اشتباكات وقعت بين الاقباط والجيش ،نظير إصرار قادة اتحاد ماسبيرو يتقدمهم القمص متياس نصر منقريوس على الاعتصام احتجاجاً على أحداث كنيسة الماريناب بأسوان ،في الوقت الذي رفضت فيه الشرطة العسكرية تواجد الأقباط واستعملت القوة فيما عرف حينها بـ"موقعة البطاطين".
داخل المطرانية بلغ الحشد مداه ،في أعقاب كلمة القس فيلوباتير جميل الذي طالب فيها بالمشاركة الإيجابية ،لافتاً إلى أن المسيرة ستنتهي داخل مبنى ماسبيرو .
المشهد الثاني :انقسم الأقباط في دعوة الذهاب إلى ماسبيرو إلى فريقين ،أحدهما دعا إلى وقفة سلمية بالشموع أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون ،وكانت هذه الدعوة من قبل ماعرف وقتها بـ"الإتحاد القبطي المصري" ،وشارك فيها د.عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات ،ود.إيهاب رمزي عضو مجلس الشعب السابق ،والناشط القبطي فادي يوسف.

حتى السادسة مساءً كانت قوات الشرطة العسكرية في محيط ماسبيرو تتبادل حديثاً هادئاً مع المحتجين ،حتى قال أحد قيادات الشرطة العسكرية للناشط هاني الجزيري "متخافوش إحنا هنا علشان نحميكم"،بينما أصر الاتحاد بقيادة فيلوباتير جميل على الحشد لمسيرة مليونية للرد على سحل "رائف أنور فهيم"،وإساءة قيادات الشرطة العسكرية للأقباط وتحديداً القمص متياس نصر منقريوس فيما عرف بـ"موقعة البطاطين".
المشهد الثالث: بدأت إرهاصات العنف بعد سريان شائعة تعرض، مسيرة دوران شبرا القادمة إلى ماسبيرو للإعتداء،وقال شهود عيان إن شباب الأقباط المشاركين في المسيرة التي حملت عنوان "الغضب النبيل "اشتبكوا مع أهالي منطقة القللي أثناء قدوم المسيرة من الدوران لمبنى الإذاعة والتليفزيون، وهاجموا مبنى صحيفة الأهرام، ورددوا هتاف "الإعلام الفاسد".
وأضافوا أن المسيرة كانت سلمية حتى نفق أحمد حلمي، لكن ارتداء بعض المتظاهرين لأكفان مكتوب عليها "شهيد تحت الطلب"، استفز عددا من الأهالي الذين شكلوا لجانا شعبية على ممتلكاتهم أثناء مرور المسيرة.
ورغم خروج عدد من المحتجين عن إطار الوقفة التي عرفت بأنها "صامتة"، وترديد هتافات معادية للمجلس العسكري، إلا أن الشرطة العسكرية التزمت حتى وصول مسيرة الغضب النبيل، بدورها في تأمين المظاهرة، لكن دخان الاشتباكات المتصاعد أطفأ "شموع" الاحتجاج السلمي.
ورغم تتابع الروايات وتبادل الإتهامات بين القيادات القبطية والشرطة العسكرية حول المسئولية عن الحادث، والتحريض على العنف ،غير أن الثابت الذي لا يقبل الشك ،هو تحريض الإعلامية رشا مجدي المذيعة حينئذ بالتليفزيون المصري ، ضد الأقباط وحشد المواطنين بحسب قولها للدفاع عن الجيش ،وتصوير الأمر وكأنه احتراب أهلي.

بادر القائمون على المسيرة بعد تمكن قوات الأمن المركزي من إقامة جدار بشري يفصل بين الشرطة والعسكرية والمتظاهرين ،في توفير مخارج آمنة للأقباط المتواجدين بالمنطقة ،ونقلت الجثث البالغ عددها 24جثة والمصابين إلى المستشفى القبطي ،بعد أن كانت متواجدة بالعقار المقابل لمبنى ماسبيرو ،واستعمل وقتها أحد شباب الأقباط سيارة "بيجو" محطم زجاجها لنقل المصابين والجثث ،في ظل غياب تام لسيارات الإسعاف.
بعد انفجار المدرعة وحديث البعض عن سرقتها من جانب بعض المتظاهرين ،قا داود ماجد أحد المصابين بالحادث ، إن شباب الأقباط تمكنوا من الاستيلاء على رشاش متعدد من أحد الجنود، لكنهم لم يطلقوا الرصاص على أحد، فيما حمل أحد المتظاهرين عصا مغطاة ببدلة جندي من القوات المسلحة ،قبيل هدوء الأجواء..
بالذكرى الثالثة تفقد الروايات معناها ،نظير حفظ القضية وسعي الكنيسة لإغلاق الملف تماماً ،في ذكرى البحث عن الجناة غادر القس فيلوباتير جميل إلى كندا ،وذهب متياس نصر منقريوس للدير ،وانقسم اتحاد شباب ماسبيرو بعد اتهامات من أسر الضحايا لقياداته بالمتاجرة بالدم ،وأصبح حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية ملحقاً عسكرياً بالصين..ذهب كل طرف بما فعل ..لكن شقيقة مينا دانيال أبرز ضحايا الحادث رفضت المشاركة في إحياء الذكرى اليوم ..وأسر الضحايا لايزالون أسرى لتصريحات النشطاء السنوية تلك التي تطالب بــ تقديم الجناة للمحاكمة...

شكرا اخي على هدا الموضوع القيم

شكرا على مرورك اخي الله يخليك

» ممارسة الهرولة بانتظام تزيد سنوات العمر