فـي مـحـبـة الــرحــمـــن ?
احـبــك ربــي ?
في حبّك عُذّبَ بلال بن رباح .
وفي سبيلك هانَت الجراح،
لدى أبي عبيدة بن الجراح .
ومن أجلك عَرَّضَ مصعب صدره للرماح.
ولإَعلاء كلمتك قُطعَت يدا جعفر ،
وتَجَندَلَ على التراب وتعفّر.
ومُزِّقَ عكرمة في حرب بني الأصفر.
أحبَّك حنظلة فترك عرسه،
وأهدى رأسه، وقدَّم نفسه.
وأحبَّك سعد بن معاذ فاستعذب فيك البلاء،
وجَرَت منه الدماء، وشيَّعته الملائكة الكُرَماء،
واهتزّ له العرش من فوق السماء.
وأحبك حمزة سيّد الشهداء،
فصالَ في الهَيجاء، ونازَلَ الأعداء،
ثم سلَّمَ رُوحَهُ ثمناً للجنة هاء وهاء.
من أجلك سهرت عيون المتهجّدين،
وتعبت أقدام العابدين،
وانحَنَت ظهور الراكعين،
وحُلِّقت رؤوس الحجّاج والمعتمرين،
وجاعت بُطون الصائمين،
وطارت نفوس المجاهدين.
يا ربِّ حمداً ليسَ غيرك يُحْمَد يا من له كُلُّ الخَلائِقِ تَصْمُدُ
أَبْوابُ كل مملك قد أُوصدت وَرَأيتُ بَابَك وَاسعاً لا يُوصَدُ
أقلام العلماء، تكتب فيه الثناء، صباح مساء.
الرِّماح في ساحة الجهاد،
والسيوف الحِداد،
ترفع اسمه على رؤوس الأشهاد،
جلَّ عن الأكفاء والأنداد.
للمساجدِ دَوي بذكِره، للطيور تغريد بشُكره،
وللملائكة نزول بأمره،
حارَت الأفكار في عَلوّ قدره،
وتَمام قهره.
من أجلك هاجر أبو بكر الصديق وترك عِياله،
لمَرضاتك أنفق أمواله وأعماله.
وفي محبتك قُتِل الفاروق ومُزّق،
وفي سبيلك دمه تدفق،
ومن خشيتك دمعه ترقرق.
ودفع عثمان أمواله لترضى،
فما ترك مالاً ولا أرضا،
جعلها عندك قَرضا.
وقدم علي رأسه لمرضاتك في المسجد
وهو يتهجد، وفي بيتك يتعبّد فما تردّد.
أَرواحُنا يا ربَّ فوق أَكُفنا نَرجُو ثَوابكَ مَغنماً وَجِوَارا
لَمْ نَخشَ طاغُوتاً يُحاربنا ولَو نَصَبَ المَنايا حَولَنَا أسوارا
كنا نَرَى الأصنَام مِنْ ذَهَب فنهـ ـدمها ونهدم فوقها الكفارا
تفردت بالبقاء، وكَتَبت على غيرك الفناء،
لك العزة والكبرياء
ولك أجل الصفات وأحسن الأسماء.
أنت عالم الغيب،
البريء من كل عيب،
تكتب المقدور، وتعلم ما في الصدور،
وتبعثر ما في القبور،
وأنت الحاكم يوم النشور.
مُلكُك عظيم، جنابك كريم،
نهجك قويم، أخذك أليم،
وأنت الرحيم الحليم الكريم.
راق لي