السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة
الجنة
..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
استنادا إلى هذا الحديث القدسى فدائما كنت أسأل نفسى كيف أن الجنة لا تخطر على قلب بشر مع أن هناك العديد من الآيات فى القرآن الكريم تصف الجنة ونعيمها فكيف إذا جاء الوصف لا نتصورها ولا يخطر على بالنا ما بها من خيرات ؟
لكن حين قرأت تفسير الشيخ الشعراوى لها وجدت إجابة أكثر من رائعة أردت أن أعرضها عليكم
..
إن المعانى لابد أن توجد فى العقل اولا ثم يأتى بعد ذلك اللفظ ليعبر عنها، فمثلا التلفزيون فنحن لم نكن نعرف هذا اللفظ إلا بعد أن تم الاختراع وشاهدناه ثم أطلقنا عليه لفظ تلفزيون ومن ثم تداولنا هذا اللفظ ، أى أنه ليس موجود فى اللغة من البداية لأنه لم يخطر على قلب أحد منا إلا بعد اختراعه ورؤيته ، وكذلك العديد من الألفاظ لكل الاختراعات الحديثة
وما دام هناك قاعدة بأنه لا توجد ألفاظ تعبر عن شىء ما إلا بعد وجوده
إذا فكذلك هو الوضع بالنسبة لوصف القرآن الكريم للجنة ، فكل ما نقرأه فى القرآن الكريم يقرب لنا الصورة فقط ، ولكنه لا يعطينا حقيقة ما هو موجود فى الجنة
أى أن كل الألفاظ المستخدمة فى القرآن الكريم هى فقط لتقريب الصورة إلى الأذهان، لأنه لا توجد أى ألفاظ فى لغات البشر يمكن أن تعطينا حقيقة ما فى الجنة
لذلك فتبقى الحقيقة الثابتة أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
..
لك أن تتخيل ما يفوق عقول كل البشر ومهما وصلت إلى أعلى مراحل التخيل فلن تستطيع إدراك ما بالجنة ! ، و أن كل لغات البشر لا يوجد بها لفظ واحد كاف لوصف الجنة ونعيمها فكيف بها !
يارب ارزقنا جنتك
#من_تفسير_الشعراوى
م ن
فى امان الله